إسراء عبد الفتاح أحمد راشد .. فتاة مصرية شابة أعجبتها فكرة إضراب عام يوم 6 أبريل بعدما وصلتها رسالة على هاتفها المحمول ، فأنشأت جروب على الفيس بوك يحمل عنوان إضراب عام لشعب مصر 6 أبريل ، وبين ليلة وضحاها توحش هذا الجروب بشكل رهيب ولعله حطم جميع الأرقام القياسيةعلى الفيس بوك من ناحية الإشتراك فتعداده حتى كتابة هذه السطور بلغ سبعة وستون ألفاً ، وتابعته بالأمس فوجدت تسعة أعضاء جدد ينضمون إليه كل دقيقة ، كذلك رسائل المشاركات تخطت جميع الحدود وبلغت اليوم ثمانية عشر رسالة جديدة كل دقيقة ، ومن المعروف أن أي جروب تقليدي يصل في عدة أسابيع إلى مائتين مشترك يعتبر جروب ناجح وفعال ونشط
قلبي يشفق على إسراء من هذا القنبلة على الفيس بوك والتي تتضخم مثل كرة الثلج حتى تحولت الشرارة إلى جميع أفراد الشعب وأحدثت بلبلة لدى القوة السياسية والأمنية المصرية ، فأصبح الموضوع أكبر من طاقة بشر كثيرين يستطيعون أن يتابعوا ويسيطروا على الجروب
ولم تنتهي شمس اليوم إلا وكان الإنطباع العام أن إضراب اليوم يحتاج توافقاً على يوم آخر لزيادة حالة العصيان العام ، وهنا ظهر مينا نادي ( وهو على مايبدو في اوائل العشيرينات ) بإنشاء جروب جديد يدعو إلى إضراب جديد في أول إسبوع من مايو والذي يوافق عيد ميلاد الرئيس ، دخلت على الجروب فكان منذ عشر دقائق تسعون شخصا والآن أصبح مائة وأربعون ويبدو أنه سيفوق الجروب سابقه وسيصبح الشرارة التالية لإضراب جديد في الأسبوع الأول من مايو ، لا أدري هل هو يوم أو أسبوع كامل
من يتابع الأنترنت اليوم سوف يجد شيئاً مختلفاً وسوف يجد أن المجتمعات التفاعلية مثل الفيس بوك والمدونات ترصد بشكل رهيب لحظة بلحظة بمعنى المدة الزمنية فعلاً كل مايحدث ، وتعمل على زيادة الوعي السياسي الغائب بشكل غير مسبوق لتصبح للحظة الواحدة قيمة .. حقيقة هذه ظاهرة يجب دراستها بشكل متأن وموسع فمن يسمع مسبقا ان نجد وكالات الانباء تتابع أنباء إضراب عام دعت له مجموعة على الفيس بوك أو مدونات على شبكة الإنترنت ، وتصدر الحكومة بيانات أمنية بخصوصا الإضراب ويتم سؤال إحدى القوى الوطنية ( جورج إسحق مع حمدي قنديل في برنامج رئيس التحرير يوم الجمعة السابق ) عن قوة المشاركة في الإضراب فيرد أن الجروب على الفيس بوك وصل مائة ألف ... أشاهد الجروب اليوم وفي نفس اللحظة يشير أحد الاعضاء إلى رابط يتيح لك الإستماع إلى البي بي سي فورا وأنت على الموقع فتجد اللواء مجدي علام ثم يليه عبد الاحد جمال الدين يتحدثون بكلام لايرضي عنه المشاركون فتظهر ردود افعال المشاركين في الجروب لحظيا تعليقا على كلامهم وبصورة بعيدة عن اي نوع رقابي يتعرض له جهاز إعلامي ، فيتأكد الجميع أنهم كلهم رأيهم واحد في حديث الحكومة الكاذب ، مدونة تنشأ لمتابعة الإضراب لحظة بلحظة وكل دقائق تجد بوست جديد يتابع الحدث من كل مكان في مصر .. عاجل إعتقال فلان .. مظاهرة هناك .. الشرطة تحاصر هذا المكان .. فض مظاهرة في مدينة كذا .. ثم عاجل جدا .. الشوارع في تلك المدينة خالية .. الأمن يحوط هذا الميدان .. تلك الجامعة خالية ... إلخ
فإذا كانت هذه مقدمة ثورة ... فالثورة هذه المرة من على ساحة النت ، تلك الساحة التي لن يستطيع ان يسيطر عليها مخلوق أياً كان ويبدو ان الحكومة الإلكترونية وقعت في شر أعمالها
مواطن مصري
صفحة اسراء على الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق